قام ٩ من أصدقاء دار الآثار الإسلامية بزيارة قصيرة لمدينة أبو ظبي من ٢٦ إلى ٢٨ يناير. كان هدف الرحلة هو زيارة معرض “كبار نجوم بوليوود” في متحف اللوفر أبو ظبي، حيث تم عرض بعض من تحف مجموعة الصباح الآثارية كجزء من المعرض المؤقت. تشرفت المجموعة بزيارة بعض الأماكن الثقافية والتاريخية أيضاً التي تمثل الثروة والتنوع في تراث الإمارات. كانت هذه الزيارات مثرية ومليئة بالمعلومات التي ساعدت على فهم ثقافة وتاريخ المنطقة وسكانها، كما ساهمت في توسيع مداركنا حول تراث المدينة وتنوعها الثقافي.
كانت أول محطة ضمن خط السير هي متحف اللوفر أبو ظبي. يضم متحف اللوفر، بعمارته الساحرة والذي تم تصميمه من قبل المعماري الفرنسي جين نوفيل، مجموعة تتكون من ٦٠٠ عمل فني من حضارات مختلفة، منها فن الثقافات القديمة، والعصور الوسطى، والفن الحديث. أثارت اهتمامنا المعارض الدائمة في المتحف التي تضمن تحف تشمل التراث الثقافي للحضارات المختلفة حول العالم. تزامنت زيارتنا مع استضافة معرض “نجوم بوليوود الكبار”، والذي ضم مجموعة واسعة من المقتنيات النفيسة المعارة التي سلطت الضوء على الأدوات المستخدمة قديماً في سرد الحكايات كدمى مسرح خيال الظل، والصور، وأيضاً أعراش المغول، والخناجر، والطباعات الحجرية للأساطير والديانات. شاركت مجموعة الصباح الآثارية في المعرض: ١) بخنجر،٢) والصندوق، ٣) وقاعدة نرجيلة كلها ترجع إلى سلالة المغول في الهند.
زرنا بعد ذلك قصر الحصن، والذي يعتبر أقدم معلم تاريخي مصنوع من الحجر في أبو ظبي. صممه محمد بستكي وتم بناءه عام ١٧٦١م كخزان مياه عذبة مخروطي الشكل لأبو ظبي. توسع المبنى بعد ذلك عدة مرات وأصبح قصرا للأمير حتى عام ١٩٦٦م. يخوض قصن الحصن حالياً العديد من البحوث والدراسات التاريخية والأثرية والمعمارية، كما يحتضن الحصن متحفاً يعرض الصناعات الحرفية والصور التي تمثل تاريخ الدولة والأسلحة المستخدمة قديماً.
قمنا بعد ذلك بزيارة قصر الوطن، والذي يتكون من قلعة داخل مبنى القصر الرئاسي. تمثل هذه القلعة التراث الثقافي الإماراتي، وتستخدم كمكان لمناسبات الدولة الرسمية. يستطيع الزوار التجول في القاعات الكبرى والحدائق الجميلة للقلعة لأخذ نبذة عن حياة رؤساء الدولة وجمال التراث الثقافي. استمتعنا في قضاء المساء بمشاهدة عرض “الصوت والضوء” في القصر.
كان آخر يوم لنا فرصة لزيارة جامع الشيخ زايد الكبير، والذي يعتبر أحد أكبر وأشهر المساجد في العالم والذي تم بناءه خلال ١٩٩٦-٢٠٠٧م. يمثل المبنى فخامة ورقي العمارة الإسلامية والذي يتميز بالرخام الأبيض اللامع، والفسيفساء المعقدة، والمنارات الشاهقة. يعطي المسجد لمحة عن الحياة الروحانية للمجتمع المسلم في أبو ظبي، ويعتبر رمز لدين الدولة وتراثها الثقافي، حيث يضم ٨٢ قبة، و١٠٠٠ عمود مسجد، وثريات مطلية بالذهب عيار ٢٤، وأكبر سجادة فارسية مصنوعة باليد.
كانت رحلتنا الثقافية لمدينة أبو ظبي تجربة مثرية وسعت مداركنا عن تراث المنطقة وتنوعه الثقافي. زودتنا المتاحف والمعالم التاريخية التي قمنا بزيارتها بمعلومات قيمة ولمحات عن ماضي، وحاضر، ومستقبل المنطقة. كان سبب نجاح الرحلة هم دعم وتشجيع دار الآثار الإسلامية للفن والثقافة والذي يعتبر جزءاً من مهمتها كمؤسسة.












